يعد «بيرني ساندرز» هو السياسي المناسب لهذه الأوقات. في قصة غلاف صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن جذور هذا السيناتور «الديمقراطي» في فيرمونت، تسرد «كريستيا كيس بريانت» رحلة ساندرز من شخص غريب مفسد للمعتقدات الدينية إلى شخص محبب لليسار «الديمقراطي»، ولحظته هي نتاج تحول سياسي. فصعود اليسار الليبرالي حول قضايا عدم المساواة الاقتصادية جعل شخصاً يصف نفسه بأنه اشتراكي «ديمقراطي» ويجد نفسه مرشحاً رئاسياً صالحاً. وفي الواقع، فإنه، في هذه المرحلة، المرشح «الديمقراطي» الأوفر حظاً.
لكن قصة «كريستيا» تشير أيضاً إلى لحظة «ساندرز» بطريقة أخرى –فهي لحظة تتحدث ربما عن تحول أكثر عمقاً وأكثر تبعية في السياسة الأميركية. خلال ما يقرب من ثلاثة عقود في الكونجرس، قام «ساندرز» برعاية أكثر من 408 مشاريع قانون، سبعة منها أصبحت قوانين، واثنان كانا لتحديد مكاتب البريد في ولايته. يقول أحد خبراء العلوم السياسية في فيرمونت: «إنه أفضل كثيراً في التعبير عن استياء الصالحين من فشل البلاد في تحقيق ما يؤمن به أكثر من تقديم التنازلات الضرورية لرؤية أن هذه المبادئ قد تحققت». وهذا يجعله سياسياً مثالياً لهذه اللحظة. ونجاحه يظهر مدى تغير السياسة.
التقيت في كارولينا الشمالية عام 2004، سياسياً ليبرالياً مثل «ساندرز»، وهو السيناتور «جون بيرتون»، الذي كان مؤسسة في السياسة في كاليفورنيا، وكان آخر جيله هناك – شخص جاء من العصر السياسي خلال حرب الرئيس ليندون جونسون على الفقر. كنت أتوقع مقابلة حزبي غاضب، لكنني وجدت رجلاً مهووساً بالأرقام، ورسالته هي أن ما يريده شخصياً غير ذي صلة. ما يهم هو أن يتمكن من حشد الأصوات لتمرير القوانين. لقد كان مُشرعاً حتى النخاع – وكان عمله هو تمرير القوانين.
هذه الرؤية للمشرع على وشك الانقراض بالنسبة لجميع الأغراض العملية في السياسة الأميركية. مرة أخرى، تخلص الناخبون من الحرس القديم –«ديمقراطيين» و«جمهوريين» على حد السواء – وصوتوا لأيديولوجيين تتمثل أولويتهم في الدفاع عن التشريع. وهؤلاء المشرعون الذين تبقوا لديهم عدد قليل من الزملاء للعمل معهم وسيطرة أقل من الناخبين في الوطن.
فلنأخذ «ديان فينشتاين» على سبيل المثال، فعندما قالت السيناتورة «الديمقراطية» لمجموعة من المواطنين إن تأييدها للصفقة الجديدة الخضراء ليس ذي صلة لأنها لا تستطيع تمريرها، تعرضت للتشهير على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها تتهرب من المسؤولية وبلا قلب. باختصار، فإنها تعرضت للانتقاد بسبب إصرارها على التشريع. واليوم، يكافئ الناخبون الأميركيون سياسيين مثل «ساندرز» وليس مثل «بيرتون»، وهذا ليس خطأ بطبيعته، حيث يتعين على الناس اختيار الطريقة التي يريدون تمثيلهم بها.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
لكن قصة «كريستيا» تشير أيضاً إلى لحظة «ساندرز» بطريقة أخرى –فهي لحظة تتحدث ربما عن تحول أكثر عمقاً وأكثر تبعية في السياسة الأميركية. خلال ما يقرب من ثلاثة عقود في الكونجرس، قام «ساندرز» برعاية أكثر من 408 مشاريع قانون، سبعة منها أصبحت قوانين، واثنان كانا لتحديد مكاتب البريد في ولايته. يقول أحد خبراء العلوم السياسية في فيرمونت: «إنه أفضل كثيراً في التعبير عن استياء الصالحين من فشل البلاد في تحقيق ما يؤمن به أكثر من تقديم التنازلات الضرورية لرؤية أن هذه المبادئ قد تحققت». وهذا يجعله سياسياً مثالياً لهذه اللحظة. ونجاحه يظهر مدى تغير السياسة.
التقيت في كارولينا الشمالية عام 2004، سياسياً ليبرالياً مثل «ساندرز»، وهو السيناتور «جون بيرتون»، الذي كان مؤسسة في السياسة في كاليفورنيا، وكان آخر جيله هناك – شخص جاء من العصر السياسي خلال حرب الرئيس ليندون جونسون على الفقر. كنت أتوقع مقابلة حزبي غاضب، لكنني وجدت رجلاً مهووساً بالأرقام، ورسالته هي أن ما يريده شخصياً غير ذي صلة. ما يهم هو أن يتمكن من حشد الأصوات لتمرير القوانين. لقد كان مُشرعاً حتى النخاع – وكان عمله هو تمرير القوانين.
هذه الرؤية للمشرع على وشك الانقراض بالنسبة لجميع الأغراض العملية في السياسة الأميركية. مرة أخرى، تخلص الناخبون من الحرس القديم –«ديمقراطيين» و«جمهوريين» على حد السواء – وصوتوا لأيديولوجيين تتمثل أولويتهم في الدفاع عن التشريع. وهؤلاء المشرعون الذين تبقوا لديهم عدد قليل من الزملاء للعمل معهم وسيطرة أقل من الناخبين في الوطن.
فلنأخذ «ديان فينشتاين» على سبيل المثال، فعندما قالت السيناتورة «الديمقراطية» لمجموعة من المواطنين إن تأييدها للصفقة الجديدة الخضراء ليس ذي صلة لأنها لا تستطيع تمريرها، تعرضت للتشهير على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها تتهرب من المسؤولية وبلا قلب. باختصار، فإنها تعرضت للانتقاد بسبب إصرارها على التشريع. واليوم، يكافئ الناخبون الأميركيون سياسيين مثل «ساندرز» وليس مثل «بيرتون»، وهذا ليس خطأ بطبيعته، حيث يتعين على الناس اختيار الطريقة التي يريدون تمثيلهم بها.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»